Abdul Karim Saifo
ديوان الشعراء
مومس
وقفتْ على كتف الرّصيف تشـير لي
وكأنّها قمــــــرٌ من الأقمــــــــــــارِ
والليل يشعل في ضلوعي جوعه
أو خمرتي الـ كانت مع السُّـــــمّارِ
خَــدرٌ ويمشي في عروقي , مثلما
جمــــــــرٌ يحـــــاصرني بكل أُوارِ
كالمارد الشّرقيِّ إذْ صرخ الهـــوى
واجتــاحني نهَـــــمٌ , وبعض دُوارِ
ريّــانةٌ , والشَّـــــعر مفتــاح الغِوى
ينســــاب شــــــلالاً من الإبهـــــارِ
والصدر يصرخ فاغراً فمه جــوىً
لم يكتمل بتفتّـــــح النّـــــــــوّارِ
والقـــدّ أهْيَفُ مثــل أفعى تلتوي
بليونـــةٍ , ويضجّ بالأســــــــــرارِ
والثوب يرفض أنْ يُنـادى باسـمِهِ
لم يبتعدْ شــــــبراً عن الزّنّــــــــارِ
جاءت تـــــراودني كأيّــة مومسٍ
( خذ ما تشـــا , والدّفع بالدولارِ )
عندي كنوزٌ لســـــتَ تدري كُنْهَها
ولآلئ مكنونـــــــةٌ ببحــــــــــاري
غابات جســـمي لم تزل مجهولـةً
وخمائلي مجنونــــة الأطيــــــــارِ
والنار تســـرق جمرها من خافقي
خـــذني لتطفئَ بالرجولة نـــــاري
وصحوتُ من سُكْري , وبـردٌ لفّني
وكأنني شِـــــــــلْوٌ بغير دِثـــــــــارِ
هي وردةٌ داس الزمــــان عبيرها
ورمى براءتهــــا بأرض ضــــواري
هي بصقةٌ في وجه كلّ حضـارةٍ
ســــلبتْ حقوق طفولةٍ , وصغــارِ
أحسـستُ موتاً يسـتبيح مفاصلي
والفكر عاد إلى عصور جَــــواري
وتقيّــأتْ روحي رســـالاتِ الورى
وبكى الفـــــؤاد بحرقةً , ومَــــرارِ
كلماتيَ الصمّـــــاءُ تعثر في فمي
وبغُصّــــةٍ وقفتْ نطقتُ قــــراري
أنا لا أخــــون مبادئي يا طفلتي
لا تقتلي الإنســـــان في أفكــاري
لا تقتـــلي فيَّ الضميـــر , فإنني
رجـــلٌ , وأخشى أن أموت بعـاري
أنا لسـتُ وحشاً أستبيح فرائسي
أغدو نبيّــــاً حين أدخل غــــاري
فخذي إذا شئتِ النقود , وغادري
يكفي بـــــأني متعَبٌ بدمـــــــاري
وجعي بحجم الكون, يا خجل الضميـ..
... ـــر , إذا تموت براءة الأطهـــارِ
عبد الكريم سيفو _ سورية