سليمان سليماني
ديوان الشعراء
طهر الثلج
بالحُبِّ والخيرِ هذا الثلجُ قد نزَلَا
بطهرهِ قامَ فينا يضربُ المَثَلَا
يهدي القلوبَ نقاءً من سريرتهِ
ويبعثُ النورَ في أرجائِها أمَلا
حديثُ عهدٍ بربٍّ فيضُ رحمتِهِ
عمَّ الأنامَ وعمَّ السهلَ والجبَلا
حلَّ البياضُ ديارَ الحيِّ فارتحلتْ
أحزانُنَا واستفاقَ الطَّيرُ مُحتَفِلا
والغصن بين رفاقٍ هامَ مُحتَضِناً
خِلَّاً يبادلهُ الأشواقَ و القُبَلا
ترى الجَمالَ ارتدى الهاماتِ مُؤتَنِقَاً
كغَادةٍ ترتدي في عُرسِها حُللا
تقاسمَ البهجةَ الأطفالُ في دعةٍ
فمثَّلُوهُ بأبهى صورةٍ رَجُلا
رغمَ الصَّقيعِ ترى دفئاً بمُهجتِهمْ
لولاهُ جِسمُهمُ للبردِ ما احْتَمَلا
رسائلُ الخيرِ في ذراتهِ نطقتْ
تُحدِّثُ النَّاسَ أنْ في جعبتي الفَأَلا
فاغسلْ إلهي بماءِ الثلجِ أفئدةً
بغيرِ طُهْرَتِهِ لا ترتضي بَدَلا
بقلمي : رفيق سليمان جعيلة السليماني
سورية