عزم الجبال سميرة المرادني/سورية

سميرة المرادني ‏ديوان الشعراء
"عزم الجبال"
تعَالَوا واقرَؤوا الكتُبَا
لطفلٍ يَصنعُ العَجبَا
لأيدٍ واجهَت جيشَا
وما هابَت به الرّتَبا
لعينٍ حارَ مِخرزُها
ولم يَسطِع لها ثُقبَا
أنا طفلٌ فلسطينيْ
أنا الإعصَارُ مُلتهبَا
وكَم علّمتُ أقوامَا
تزيلُ الذّلَّ والحُجبَا!!
وكَم لقّنتُ أعدَائي
دروسَا أعجزَت حِقبَا
فلا تبكي أيَا أمّي
أنا ما زلتُ مُقتربَا
فرُوحي قد أبَت بُعدَا
ونبضي لم يزَل طرِبا
واسمي في المَدى رَمزٌ
صنوفَ الظّلمِ قد شَجبا
لسَاني مايزالُ هنَا
لأفضحَ فيه ذي العَرَبا
أنا في الحَجمِ عصفورٌ
وفعلي للعلا وثَبا
وتاجُ فخَارِ أجدَادي
بسفرٍ عادَ مُنتصبَا
أنا في حلقِ صهيونٍ
أبثُّ السّمّ منتسبَا
ومهمَا الموتُ غيّبَني
سَأبقى الشّوكَ إذ وجَبا
فلا التّاريخُ أنصفَني
كذَا الحكّامُ قد كذَباا
فلسطينيُّ لا أنسَى
بأنّي كنتُ ذا الحطَبا
سيَأتي يومُ نصرتِنا
به المُحتلُّ قد غَرُبا
دمَائي لم تزَل حرَّى
لهيبَا أنجبَت لهبَا
فهبّوا صُمَّ أمّتِنا
أراكُم عُجَّزا خشَبا
سأنفثُ من ثَرى لحدي
زئيرَا يوقظُ الغضَبا
لعلَّ الصّوتَ يرجعُكم
لتغدوا في العُلا سبَبا
أنا الطّفلُ الّذي أبكَى
ولا في يومِه انتحبَا
ستبقَى الرّوحُ ثائرةً
إذا ما الجسمُ قد خَربا
ولي عَودٌ أيا أمّي
جنانَ الخُلدِ مُصطَحبا
سميرة المرادني
12/1/2022