محمد عبدالله الوصابي
ديوان الشعراء
دمعة على العرب
مالي أرى الدمع من عينيك ينسكب
أمِـن هـمــومٍ وغــمٍ أنـت تـكـتــئـب
أم فــارقـتـك الـتي أحبـبـتـها فعلى
فـراقهـا صرت تشـكـو ثم تـنـتحب؟!
لا يا أخي.. إنمـا أبـكي علـى وطـنٍ
أراه فـي لجـة الأحــزان يضـطرب
أبكـي عـلى أمـةٍ فاضت مـواجعـهـا
أزرت بـهــا هاهنا الأحداثُ والنُّوبُ
صـارت تـعـيـش بـذلٍ لايـفـارقـهــا
كـطـفـلـةٍ دون أهـلٍ، حـولـها غُرُبُ
مفـزوعـة مـالـهــا أمٌ تـلــوذ بــهـــا
ولا أبٌ يحـتـويهــا إن أتى العطب
من ذا سيـدفـع عـنــهــا مـاتكـابده
متى سيذهب عنها السوء والنصب
قلّب عيونك في كلّ الوجوه تجـد
هيـاكـلاً شـاحـبـاتٍ هــدهـا التعب
تر المَواطِنَ في بحر الأسى غرقت
في ليلةٍ عن سماها البدرُ محتجب
حـربٌ وقـتـلٌ وتـهـجـيرٌ وشـرذمـةٌ
فـكلّ أوطـانـنـا قـد مــســهـا لـغـب
فلا (السعيدة) تكـسـوهـا سعـادتهـا
ولا (دمشق) بخـيـرٍ فـيـه تـنـقـلـب
ولا (فلسطين) في أمنٍ تعيـش ولا
(بغداد) فـي نعـمةٍ تحيا كمـا يجب
فالأمـن مـنـعـدمٌ والـظلـم مـنـتـشرٌ
والعرض مـنـتهكٌ والأرض تُغتَصبُ
أرض العـروبـة نـار الحـرب تحرقها
وكـل مَـن فـوقـها من أهلـها حطب
مَن لم تمـته سيـوف البـغي، تهـلكه
مــواجــعٌ ومـــآسٍ فـوقــه تـثــــب
بلـدانـنـا ضـاع مـنها العز حين أتى
عـدوهـا غـازيـاً لـلـحـق يـستـلـب
صار الغـريب له في أرضـنا وطـنٌ
وابن العروبة في الأصقاع مغتربُ
فـإن رأيـت جـمـوع النازحين وهم
في كــل قطرٍ فـاعـلـم أنهــم عرب
محمد عبدالله مهدي الوصابي ـ اليمن