عبدالحميد العامري
ديوان الشعراء
ثَبِّتْ خُطاك
ثَبِّتْ خُطَاكَ عَلَى الثَّرَىْ وتَجَمَّلِ
وَغِظِ العِدَى بِنَقَائِكَ المُتَأَصِّلِ
واحْيَا بِعَزمِكَ كالمُلُوْكِ رَصَانَـةً
إنَّ الخُنُـوْعَ ذَرِيْعَةُ المُتَذَلِّلِ
وإِذَا رَأَيْتَ الظُّـلْمَ لا نَــاهٍ لَــهُ
فَانْزِلْ كَصَاعِقَـةٍ بِسَـاحِ الْمُبْطِـلِ
وإذا الحَقِيْـقَـةُ عُطِّلَتْ قَنَوَاتُهَـا
ووجدتَ أنَّ الزَّيـفَ عَالِ المَنْـزِلِ
حَطِّـمْ خُرَافَــةَ كُلَّ إِفكٍ بَـاطِـلٍ
وَأَزِلْ عَنِ الأذهَــــانِ كُلَّ مُعَطِّلِ
والنَّفَسُ صُنْـهَا بِالعَفَـافِ تَكَرُّمًا
مَنْ لَمْ يَصُنْهَا عَاشَ غَيْرَ مُبَجَّلِ
واسْتَغْنِ عَنْ دُنْيَــــا اللِّئَامِ تَعَفُفًا
تَأتِيْ إِلَيْــــكَ بِلَهْفَـةِ المُتَعَجِّـلِ
فاللَّيْثُ يَهْلَكُ بالسَّــغَابِ مُصَوَّنًا
والكلبُ يَخْسَأُ لاهِثًــا لِلأَسْفَـلِ
وإذا الكَرِيْهَـةُ ذاتَ يَـوْمٍ أَقْبَلَتْ
فالصَّبْـرُ والتَّدْبِيْـرُ خَيْرُ تَجَحْفُلِ
دُوْنَ الـثُّــريَّـا لا تُــزَاحِــمْ إِنَّـمَــا
عَيْبُ النُّجُـوْمِ ضِيَـاؤُهَا المُتَسَلِّلِ
كَمْ مِنْ كَرِيْهَــةِ خُضْتُهَا لَاْ أَنْثَنِيْ
إلَّاْ لِأَنْــزِلَ نَـــزْلَــــةَ الْـمُـتَـفَـضِّـلِ
ولِيُــوْمِ عُـسْـرٍ لَـمْ أَزَلْ مُتَرَبِّصًا
حَتَّىْ لَيَجْفَـلَ هَـارِبًـا مِنْ مَقْبَلِيْ
ولِحُـسْـنِ تَدْبِيْـــــرٍ إذا أُلْزِمْتُــــهُ
كنتُ الأميـرَ وسَيِّـدَ الرَّأيِ الْجَلِيْ
ولِصِنْـعَةِ المَعْـرُوفِ أُسْرِعُ رَاغِبًـا
حَتَّى وإنْ عَانيْتُ ضُـرَّ تَعَجُّلِيْ
والعَفْـوُ فِي شِيَـمِ الْكِــرَامِ بَلَغْتُـهُ
وَأَخَذْتُ فِيْـــهِ رُتْبَـــةَ المُسْتَفْحِلِ
والعَيْبَ لَمْ أَطْرُقْ هَوَىً أوْ عُنْـوَةً
كُلُّ المَنَـاقِبِ والصِّفَــاتُ تَقِــرُّ لِيْ
وَإذَا النَّــــوَادِي عُظَّمَتْ رُوَّادُهَـا
كُنْتُ المُنَبَـــأَ بِالمَقَــامِ الأَفْضَــلِ
وَإذَا المَحَــافِلُ أُشْعِلَتْ قَـاعَـاتُهَـا
كُنْتُ المُبَــادِرَ بِالمَقَــالِ الأَجْـزَلِ
وَإذَا الكَـوَاكِبُ فُـرِّدَتْ أو عُدِّدَتْ
أُعْـدِدْتُ قُطْبًــا لِلْكَـوَاكِبِ فِي عَلِ
يَا سَـــائِلاً عَنِّيْ بِغِيْــــرِ لَجَاجَـــةٍ
لا تَحْسَبَـــنَّ الفَضَــــلَ لِلْمُتَنَحِّــلِ
المَجْــدُ مَطْلَبُ كُلُّ ذِيْ بَحْبُوْحَـةٍ
وَأَنَا أُعِـدُّ المَجْـدَ بَعْضَ تَفَضُّلِيْ
عبدالحميد العامري