عبدالحميد العامري
ديوان الشعراء
أحزانُ العُروبةِ
(المَجدُ للعُربِ)؛ تَبريحٌ و أشجانُ
و(النَّصرُ للعُربِ)؛ تبكيتٌ وأحزانُ
(والعِزُّ للعُربِ) ؛أوهامٌ مُنَمَّقَةٌ
(والفخرُ للعُربِ)؛ تضليلٌ وهَذيانُ
إذ كُلَّمَا طرأتْ بالنَّفسِ خَاطِرةٌ
أستيقظتْ في حنايا الرُّوح أوطانُ
أين العروبة؟ هل أضحى اسمُها طَلَلَاً؟
أم رسمُها؟ هل لنا بيتٌ وخِلَّانُ؟!!!
ما لونُها؟ حجمُها؟ أوصافُها ؟ لنرى
إنْ كان فيها لنا أهلٌ وجيران ؟!!
هل العروبةُ شاراتٌ وأوسِمَةٌ؟
شالٌ أنيقٌ دِعاياتٌ وإعلانُ ؟
قضيَّةٌ؟ لُعبةٌ؟ حِزبٌ؟ تظاهُرةٌ؟
في كلِّ سوقٍ لها وزنٌ و وزَّانُ ؟!!
مسلسلٌ غامضٌ؟ برنامجٌ؟صُوَرٌ؟
تفاعلاتٌ؟ خِطاباتٌ؟ وألحانُ ؟
أم قِصَّةٌ رُوِيَتْ أحداثُها سَلَفَاً
لم تستسغها مع الأيَّام أذهانُ؟
مات الرُّواةُ ولم نبلغْ نهايتَها
فهل لِمَنْ جَهلَ التَّاريخَ بُرهانُ؟
أحلامُنا يارفيقَ الحالِ خائبةٌ
من حين ما غَرَّها بالشَّوقِ وِجدانُ
وحالُنا حالُ أيتامٍ وصِايتُهم
لدى الغريب وهم للذُّلِّ أقرانُ
وكالعفيفةِ إذ باعَتْ غَدِيرَتَها
ويقتفيها بِوَسْطِ الحيِّ خَوَّانُ
فالبؤسُ في عُرفِنا أضحى تَوَارُثهُ
عهداً علينا وباقي الغُرْمِ رُجحَانُ
أرضُ العُروبةِ أشلاءٌ مُمَزَّقَةٌ
وبيننا البين تأليبٌ ونُكرانُ
كانت عُروبتُنا رمزاً لِلُحمَتِنا
وهاهي اليوم تجريحٌ وأضغانُ
كنا لها ذات يوم في العُلا شُهُبَاً
ترنو إلينا بذات القَدْرِ شُهبانُ
فكم أُجِيرَتْ بنا الرَّمضاءُ من وَصَبٍ
وأُتْرِعَتْ من سَخَاءِ الغَيثِ أركانُ
بنا الثُّريَّا تأسَّتْ رُغم رِفعَتِهَا
وفي سُهيلٌ لنا مَجدٌ وعِرفانُ
ما للعروبة حُبلَى من مواجِعِنا
إنَّ السُّكوتَ عن الزَّلاتِ نُقصَانُ
عبدالحميد العامري
اليمن
10/9/2021م