عبد الحكيم المرادي/جغرافيا الألم.
تلاشى الصَّدى في خِضمِّ الصَّخَب
و في نشوةِ الصَّمتِ راقَ العَتَبْ
و عندَ التقاءِ السُّطورِ بَدَتْ
فواصِلُنا و الحُروفُ حِرَبْ
و في مَحْفَلِ الجدِّ زادَ الشِّقاقُ
و غابَ الوفاقُ و سادَ الغَضَبْ
و دارتْ و مادَتْ بِنا الطَّاولاتُ
إلى أينَ تمضي بنا يا خَشَبْ !!!
أتجهلُ أنَّا مُلوكُ الأَنا
لنا في الخُصوماتِ خالٌ و أبْ
و نحنُ الذينَ تغنَّتْ بِنا
و غنَّتْ لنا قاذِفاتُ الْلَهَبْ
و منْ شرِّنا نتقي بَعضَنا
و فينا و مِنَّا تزيدُ الرِّيَبْ
هِيَ الفوضةُ الأمُّ أرْضَعْتَنا
حليبَ التَّنائي لِذاتِ السَّبَبْ
إلى أنْ بَلَغْنا الفطامَ ارْتأتْ
مطابِخُنا أنْ نَذوقَ الوَصَبْ
يُولِّي مساءٌ و يأتي ضُحى
و تُطوى عُقودٌ و تمضي حُقَبْ
و نحنُ ندورُ كَمثلِ الرَّحى
فنحنُ الطَّحينُ و نحنُ الحَطبُ
و أحوالُنا مثلما هِيْ فلا
جديدٌ سوى القهرِ فينا اسْتَتَبْ!!!
---------
هُناكَ هُناكَ أتدري ..هناكَ
تَمَلْمَلَ وجهُ الثَّرى و اضطَربْ
هُنالِكَ حيثُ حفيفِ المُنى
يُراقصُ أخيلةً تُغْتَصَبْ
و حيثُ استفاقَ الوجُودُ على
صياحِ النَّذيرِ… الحريقُ اقْتَرَبْ
تَأنْسَنَ وجهُ الصُّخورِ و لمْ
يُراعِ التحامَ الحصى بالتُّرَبْ
و نادَى الجمادُ الجمادَ ..إلَيْ
جَمادٌ يُنادي جَماداً… عَجَبْ
هُناكَ و لو تسألي ما هُنا
لَسَحَّ الجوابُ أسىً و انْتَحَبُ
هُنا ارضُ بلقيسِ و الرَّافدينِ
هنا القدسُ، بيروتُ، لِبْيا ، حَلَبْ
هُنا حيثُ لا تنتهي الحادِثاتُ
همومٌ… شقاءٌ…نُزوحٌ…عَطَبْ
هُنا طائرُ البَيْنِ حُرُّ الجناحِ
إذا حَطَّ في أيِّ وادٍ نَعَبْ
دِيارٌ تُراقِبُ جُدرَانها
تَخِرُّ على ظِلِّها المُكْتَسْبْ
هُنا و هُناكَ و حيثُ المَنايا
تَكونُ… فَهذي بِلادُ العَرَبْ !!!!!
# عبد الحكيم المرادي