عبداللطيف عباده
ديوان الشعراء
يا راحلاً ودموعُ العين تَرمُقهُ
غداةَ بَينِكَ عن أبيات سُكنانا
ما جفَّ جفْنٌ به أذكار صبوتنا
ملء العيون وزادَ القلبُ تحنانا
رفقاً بقلبي فإن البَين بعثره
شِطْرين أنَّى بدت أوكارُ لُقيانا
مل بي له يا رفيقَ الوجدُ أغرقني
ولو بذكرى لصفو الودِّ تلقانا
وخذ بكأسي متى ناداك مَرشفهُ
وقل له فُتَّ ثغراً منك سكرانا
يا رحْلُ مهلاً حُداء الركب يؤلمني
أنَّى الفراق وعهد الوصل ما خانا
أذاك هجرٌ أم الأحلامُ قد رقدتْ
في حضن أوهام ليلٍ قَضَّ هَجْعانا
لا شاء قلبي ولا شئتِ النوى أبداً
سوى الزمان قضى بُعداً فأقصانا
فما لبُعد طيوف النجم مظلمةٌ
إذا أرادت هوىً تهوي وقد كانا
فما يموت لهجر الحِبِّ مَوطنهُ
من عاش فيه حبيبُ القلب شريانا
فإن وطنتِ بشرقٍ ذاك مَوطننا
وإن سكنتِ بغربٍ كان مَسْرانا
أيا مفارقة الأشواق تُلهبنا
حتى وأنت بحضن القلب تغشانا
فما فراقك رمش العين يُبْعدنا
يا بنت قلبي وذاك النبض يرعانا
إني وإن كنت في صبرٍ وفي جلدٍ
عند الوداع ولكنْ دمعنا خانا
فتلك قُبلة باكٍ صوب قُبلتِها
يا آخر القبلات البُعد قد حانَ
يا رحلها بك روحي سِرْ على مَهَلٍ
وانظر خطاك فذاك الخطو أشقانا
فانهض إلى حيث شاء الخطو محتسباً
وانع المرابع إن الدار تنعانا
لوِّح إلى ربوة اللُقيا وقف جللاً
بكل نبْلٍ على الأطلال أبكانا
يا نجمُ يا ليلُ يا أصداء صرختنا
يا كل من بالحياة البُعد أضنانا
لكم سلامٌ أيا أرباب قصتنا
كل الحكايا هنا تروي حكايانا
كلُّ الحكايا هنا تمضي بلا أملٍ
يا أيها الهجرُ كُفَّ الهجر أردانا
عبداللطيف عباده