ديوان الشعراء
………… .مزاد.....
سوقٌ هُنا و هُناكَ سوقٌ ثانِ
فَبكمْ تُباعُ كرامةُ الإنسانِ؟!!!
و بِكمْ تباعُ و تشترى الأوطانُ هَلْ
نَبَّأتَ يا سمسارُ بالأثمانِ ؟!!!
ما قيمةُ الأذنابِ و الجُبَناءِ مَنْ
ضَمَّوا بَني صهيونَ لِلأحضانِ ؟!!
-- دِينارُ دينارانِ درهمُ بَعضُهُ
(سَنْتٌ) و في أوْجِ الغلا (سَنْتَانِ) !!!
حَسَنٌ..عَلمتُ و لمْ يزلْ يَجْتاحُني
سُؤلٌ بألفِ تساؤلٍ يَغشْاني
كَمْ قيمةُ الأعرابِ في أسواقِكمْ
و بكمْ تُباعُ قَداسَةُ الأديانِ؟؟
- لا تَطْلُبَنَّ إجابَةً فلقَدْ مَضتْ
في العُربِ سُنَّةُ مَعشَرِ الخُوَّانِ
و عَلى بِساطِ عمالَةٍ في ساحَةٍ
فَتحَ المزادَ (جلالةُ السُّلطانِ)
فَلِكُلِّ أرضٍ قيمةٌ و مكانَةٌ
تتَمايِزُ الأوطانُ كالقُطعانِ
و لِكُلِّ شَعبٍ عندنا وزْنٌ فَمنْ
رَضِيَ الهوانَ يُباعُ بالخُسْرانِ
فإذا وَرَدْتَ السُّوقَ يوماً لا تَسَلْ
عَنِّي… و سَلْ مَنْ صاحِبُ الدُّكَّانِ !!!
(روسيْ) و (أمريكيْ) و لستَ بِمبصِرٍ
أحداً سِوى هذينِ في الميدانِ
مَنْ يَسرِقانِ الخبزَ مِنْ افواهنا
مِنْ نفطنا المدرارِ يغتَرفانِ
مَنْ ينفثانِ السُّمَّ في أبدانِنا
يتغلغلانِ تغلغلَ السَّرطانِ
الآمِرانِ النَّاهيانِ هُما هُما
في العالَمِ الماديِّ ، لا الإنساني
هُوَ عالمٌ قَتَلَ المبادِئ مثلما
قَتَلَ الشِّتاءُ نضارَةَ الوديانِ
هُوَ عالمٌ مُتَحَوِّلٌ مُتَغَيِّرٌ
مُتَعَدِّدُ السَّحناتِ و القُمصانِ
أَ وَ ما ترى الحرباءَ تَصْبغُ جلدها
مَكْراً… تُخادِعُ حارسِ البستانِ!!!!!
يا أيُّها الزَّمَنُ المُقَنِّعُ وَجْهَهُ
أ لِقَتْلِنا الضِّدَّانِ يَجْتَمعانِ ؟!!
ما أتعسَ العيشَ الَّذي لا يَرْتَقي الْ...
إنسانُ فيهِ لِمُرْتَقى الحيوانِ
و النّاسُ صِنفانِ..فصنفٌ شامِخٌ
لا ينحني لعواصفِ الطُّغيان
و الخانعونَ الخائرونَ كأنَّهمْ
ورَقُ الخريفِ و هؤلاءِ الثَّاني
فاخْترَ لِنفسكَ موضعاً ..لا يستوي
نَجمُ السَّمَاءِ و حَصْوَةُ القِيعانِ
موتُ الفتى بكرامةٍ خيرٌ لهُ
مِنْ أنْ يعيشَ بذِلَّةٍ و هوانِ
#عبد الحكيم المرادي