عفاف غنيم
ديوان الشعراء
" مفتاح عمري"
زيتونتي كم لي بها أطلالُ
ريحٌ وريحانٌ له إجلالُ
نادى عليَّ حفيفُها يا ابن الأنا
أيناك مني ؟ قد جرت أهوالُ
إذ مسّني جمر الطغاة بسحرهم
أين العَصا ؟ كي تُكْسَرُ الأغلالُ
هلّا هششتَ بها دخان قنابلٌ
ورتقتَ جرحا زاده الأنذالُ ؟
يا ابن الثرى زلزلْ حنايا أمّتي
ارفعْ حسامك تتْبعُ الأجيالُ
زيتونةٌ تبكي ضياع غصونها
وقفت تناظر كم وَفَى الأبطالُ
أشبال قدسي تعتلي صرح الفدا
لا لن نساوم - ما جرى إذلالُ
هذي ربوع ديارنا ، أجدادنا
في كلّ شبرٍ عزّةٌ ونضالُ
زيتونتي لن يخلعوا أغصانها
مهما جرى لن تقطع الأوصالُ
نورٌ على نورٍ يجول بأرضنا
جذرٌ وزهرٌ ماؤها صلصالُ
زيتونة تحمي عيونا من أسى
فشموخها زغرودةٌ موّالُ
زيتونة يشدو بها إسمي شذاً
عَبِقٌ نسيمُ حفيفها وجمالُ
عطر وضيٌّ يقتفي درب الفتى
فغصونها شمشٌ - لنا استدلالُ
مفتاح بيتي زرده في كفِّنا
ونقيرُهُ عزٌّ - لنا استبسالُ
فشجاعةٌ محمودةٌ ، خيرٌ لنا
من ظلِّ ذئبٍ ؛ صكّهُ استغفالُ
أغصان عمري أينعت عبر المدى
وثمارها جمرٌ غذّتْهُ رمالُ
إخلع نعال القهر واجري ثائرا
تسمو بلادا صابها إذلالُ
تاريخنا أوطاننا أنشودةٌ
أصواتنا عنواننا ومثالُ
...عفاف غنيم...