Foaz Albshir
ديوان الشعراء
بارقة من هوى
بارقةٌ من هوى حطَّت على عنقي
كادت تطيحُ برأسِ العاشقِ النزقِ
كالنارِ إذ فتكَت بالصبِّ واشتعلَت
يا ليتها انشرحَت في خاطرٍ قلقِ
أنوارُها سطعَت في كلِّ ناحيةٍ
فألهمَت كلَّ من قد تاهَ في الطرقِ
وأسكرَت كلَّ من في العشقِ مسلكهُ
وحيرَت كلَّ فكرٍ جاهلٍ حمقِ
ما كنت أعلمُ أني سوفَ أدركُها
حتى تجلّت بقلبِ الصادقِ الشفق ِ
فاسترسلَت في حنايا القلبِ متلفةً
كلَّ الذي كانَ من بُعدي ومن شَققي
لم تُبقِ غيرَ رمادٍ من تجبّرها
وفتّحَت كلَّ بابٍ موصَدٍ غلقِ
وأوحشَت كلَّ حسٍّ كان منشرحاً
وألهبَت كلَّ قلبِ باردٍ خَلِقِ
حارت عقولُ بني الإنسانِ من خبر ٍ
قد جاءَ من سيدٍ ذي عزةٍ لبق
لا فوزَ إلا بخفقِ القلبِ - إن فُهِمت
تلكَ الحروفُ - ولا منجى من الحرق ِ
بالحبِّ تدخلُ جناتٍ وتعمرُها
وتمخرُ البحرَ لا تخشى من الغرقِ
بالحبِّ ظِلٌّ بيومِ الحشرِ تدركهُ
ولا أمانَ بهِ للجاحدِ الصفقِ
ويلاهُ كم ضاقَ صدري من تجنبهِ
وكم ضللتُ وتاهَ العقلُ في نفقِ
إنَّ الذي صارَ في قلبي يؤانسهُ
سحابةٌ تغمرُ الإحساسَ بالودق
لولا مخافةُ زلاتٍ وقعتُ بها
لما كتبتُ لغيرِ الحبِّ في ورقي
قد كنتُ في عتمةٍ تجتاحُ أوردتي
والحبُّ نوّرني إذ زادَ من ألقي
وكنتُ قطعةَ طينٍ يابسٍ كدرٍ
والآنَ صرتُ شعاعَ النورِ في الأفقِ
د فواز عبدالرحمن البشير
سوريا
كفرشمس
٧-١-٢٠٢٢