البشير المشرقي
ديوان الشعراء
غربة وحنين !
ودعت ربعي وآعتزمت رحيلا
وأضعت عهدا رائعا وجميلا
وتركت خلفي منزلا واحبة
كنا نعد وفاءهم إكليلا
قلبي يحن لعهدهم و طيوفهم
كالطير يذكر دوحة وخميلا
ودعتهم والقلب ينزف لهفة
والشوق يشعل في الضلوع فتيلا
وأرى عذابي بعدهم لا ينتهي
وصمود قلبي لن يدوم طويلا
لي خافق عرف الوفاء جبلة
وأشاعه بين الأنام طويلا
لله دره كم هفا لأحبة
عن حبهم لا يستطيع بديلا
رضع الوفاء فكيف ينسى ودهم
وهو المتيم بكرة وأصيلا ؟
بلد تركته مرغما اشتاقه
أشتاق دوحا وارفا ونخيلا
وجداولا تجري وروضا مزهرا
وطيور أيك رتلت ترتيلا
و مجالسا كانت ملاذا آمنا
نرتادها كي نستريح قليلا
قلبي على نار تؤججها النوى
وأسى أكاد أكون منه قتيلا
إن مر غيم قلت جاء مسلما
قد حملوه حنينهم تقبيلا
وامد كفي ضارعا متبتلا
واعود مضطرب الفؤاد عليلا !
سأظل أذكر كل دوح في الحمى
والظل منسكب عليه ظليلا
حتى أعود لجنة أهفو لها
ويزول ليل قد أناخ طويلا ! البشير المشرقي. تونس